مؤسسة الملك فيصل الخيريّة تدعم جمعية البيضاء للتنمية في مشروعين يهدفان إلى إنشاء مركز لروّاد الأعمال وتعزيز ثقافة الادخار

أعلنت مؤسسة الملك فيصل الخيريّة عن دعمها لمشروعين لجمعية البيضاء للتنمية في مجالي التعليم والاستثمار الاجتماعي: مشروع إنشاء مركز لرواد الأعمال ومشروع توعوي لتعزيز ثقافة الادخار وإدارة الأموال لدى أبناء وبنات قرية البيضاء، جنوب مكّة المكرّمة.

وتأتي أهداف هذين المشروعين الذين اختارت المؤسسة دعمهما ضمن أهداف المؤسسة وتوجهها في دعم العلم والتعليم والاستدامة في كل مشاريعها الخيرية، حيث أن المشروعين يرميان إلى ترك أثر اجتماعي كبير من خلال تمكين أجيال المستقبل من الاستفادة القصوى من طاقاتهم وقدراتهم الكامنة مع التركيز على النهوض بالعملية التربويّة والتعليميّة.

فالمشروع الأوّل في المجال التعليمي يهدف إلى زيادة الوعي حول إدارة المال وتعزيز ثقافة الادخار لتحقيق رؤية 2030 الهادفة إلى رفع نسبة الادخار من الدخل المتاح لدى الأسر السعودية مـن 6% إلى 10%. ومن خلال ورش عمل إثرائية يقدّمها عدد من الخبراء والمختصين، سيعمل المشروع على تعزيز منظومة من القيم متعلقة بترشيد وضبط الاستهلاك، والادخار، والمحافظة على الممتلكات، وتعزيز أهداف التنمية المستدامة في الوعي المالي لدى الأسرة. وتهدف مؤسسة الملك فيصل الخيريّة في دعمها لهذا المشروع إلى المساهمة في التنمية الشاملة ورفع المستوى المعيشي لدى الأسر.

أما المشروع الثاني في مسار الاستثمار الاجتماعي فهو يهدف إلى إنشاء مركز لرواد الأعمال، مستهدفًا بشكل خاص أبناء وبنات قرية البيضاء، وسيعمل بدوره على تعزيز الابتكار والإبداع والتنمية الاقتصادية داخل المجتمع.

وسيقدّم مركز ريادة الأعمال مجموعة شاملة من ورش العمل والدورات التدريبية والتأهيلية خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة للشباب والشابات في قرية البيضاء وتزويدهم بالمهارات العملية الأساسية بما يتماشى مع أفضل الممارسات الاحترافية. وسيوفّر المركز بيئة داعمة للأفراد لتحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ناجحة من خلال خدمات تأسيس الشركات الصغيرة وبرامج الإرشاد. وتسعى جمعية البيضاء للتنمية من خلال هذا المشروع إلى زيادة مساهمة المشاريع الريادية المحلية في الناتج المحلي بهدف نشر ثقافة العمل الريادي، وزيادة الوعي المجتمعي بأهميته، وترسيخ سلوك إيجابي نحو ممارسته.

وبهذه المناسبة عبّر صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد؛ الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيريّة، عن حرص المؤسسة على مواصلة مثل هذا الدعم قائلًا: “إن استثمارنا في هذه المشروعات يعكس إيماننا الراسخ بقدرة كل فرد على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، فمن خلال دعمنا لهذين المشروعين إنما نسهم في تزويد شباب قرية البيضاء وشاباتها بالمعرفة والموارد التي يحتاجونها لتمكينهم من أن يصبحوا أعضاءً فاعلين مؤهلين للانضمام إلى قادة المستقبل، وبالتالي تلتقي مؤسسات المجتمع المدني مع مؤسسات الدولة في تحقيق الرؤية المباركة.”

وتجدر الإشارة إلى أن جمعية البيضاء للتنمية تعمل بمنطقة مكّة المكرّمة على ترسيخ أهدافها في تحسين الصحة العامة، والاهتمام بالتعليم، وتحسين البيئة المنزلية، ورفع مستوى الوعي بين المستفيدين، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، ودعم المشروعات التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المستفيدين من الجمعية بقرى جنوب مكة البالغ عددها 21.

أما مؤسسة الملك فيصل الخيرية فهي مؤسسة رائدة بمبادراتها التي تتجاوز مفهوم العمل الخيري التقليدي، ورؤيتها “خدمة الإسلام وإنسان السلام”. تأسست عام 1396هـ/1976م، كأول مؤسسة غير ربحية تتبنى نموذج عمل يحقق الاستقلالية والاستدامة في المشروعات الخيرية، وذلك من خلال الاعتماد على الاستثمار، كمصدر أساسي للدخل وتمويل المشاريع والبرامج الخيرية الذي تخدم أهداف المؤسسة. أنشأت المؤسسة، على مدى العقود الخمس الماضية، عدداً من المشاريع الخيرية في مختلف أنحاء العالم، مثل المدارس، والجامعات، والمراكز الصحية، ومراكز البحوث، وتوفير الأدوات اللازمة لإنشاء البنى التحتيّة، للارتقاء بالمجتمعات الإسلامية إلى مستوى إنساني لائق وكريم. ثم توجّه عمل المؤسسة في العقدين الأخيرين إلى التركيز على النهوض بالعملية التعليمية والتربوية في المملكة العربية السعودية، وإثراء البحث العلمي في مختلف المجالات، وتكريم العلم والعلماء من كل الدول، وذلك من خلال التركيز على مشروعاتها المستدامة غير الربحية: جائزة الملك فيصل، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومدارس الملك فيصل، وجامعة الفيصل، وجامعة عفت، وبرنامج المنح الدراسية للتميز الأكاديمي.

وقد أنفقت المؤسسة منذ إنشائها وحتى نهاية العام 2023م 2,924 مليار ريال في العمل الخيري بمختلف أوجهه.